(ساءَ ما يَحْكُمُونَ)
وعند هذه الآية تتلاشى الاماني التي يعيشها بعض المسلمين ، ويبررون بها اجتراحهم للسيئات ، فبعض يقول : سيغفر لنا ، وبعض يزعم انه يتوب قبيل وفاته ، وبعض يتشبث ببعض الطقوس ويزعم انها تغنيه عن الالتزام بالواجبات.
كلا .. ان ربنا عدل لا يجوز ، ولا يمكن أن يتساوى عنده المحسن والمسيء.
[٢٢] حين نتفكر في خلق الله في السماء التي تظلّنا ، في الأرض التي تقلّنا ، في الظواهر الطبيعية ، في الدورات النباتية ، في التفاعلات الحياتية ، في كل شيء ، فان حقيقة واحدة تتجلى بوضوح وهي : أنّ كل شيء حقّ ، ويدبر بحق. أرأيت الذي يزرع الشعير هل يحصد حنطة. كلا .. ولما ذا لا نتمنى للخامل ان يحصل على علم وافر ، وثروة طائلة؟ وكيف لا يحلم أحد ان تلد البقرة حصانا ، أو ان يطير الفيل في الجو كالغراب؟
لماذا العلم يتوغل في عمق الأشياء لمعرفة الأسباب والنتائج ، أو خصائص المعادن والنبات ، أو ليس لأن كل شيء خلق بحق ، ويجري ضمن سنة عادلة؟!
فكيف نتمنى إذا ان نجترح السيئات ويكدح ذلك المؤمن في إقامة الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، والجهاد ، ثم نجني نحن وهو ثمرات متشابهة. هل رأيت مثالا واحدا في عالم الخليقة حتى تقيس نفسك به مثلا؟
(وَخَلَقَ اللهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِ)
ويتجلى هذا الحق في حياة الإنسان عبر سنة الجزاء.
(وَلِتُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ)