الأخرى.
[١٤] وعند ما يوقفون عليها يأتيهم الخطاب :
(هذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنْتُمْ بِها تُكَذِّبُونَ)
وهي جزء من تكذيبهم العام للحقائق التي جاءت بها الرسالة.
[١٥] وهناك حيث يرون جهنم ويصلون بنارها يسألون :
(أَفَسِحْرٌ هذا أَمْ أَنْتُمْ لا تُبْصِرُونَ)
إنّ الحقائق الغيبية التي يتحدّث عنها الوحي الالهي ظاهرة كظهور الحقائق الشاخصة أمام الإنسان ، بل هي في بعضها أشدّ تجلّيا ووضوحا ، ولكنّ بصيرة البشر محجوبة بالغفلة والشهوة ، وقلبه محاط بالجحود والكبر ، فتراه لا يصدّق بها ، ويفسّر آياتها وعلائمها بما لها من قوة التأثير عليه بأنّها ضرب من السحر ، عجبا لهذا الإنسان الخصم اللدود كيف يتعالى على الحقائق وينكرها ، ويزعم أنّ آثارها على نفسه ليست سوى الخيال المركّز الذي يسمّى بالسحر ، فهل يستطيع أن يفسّر نار جهنم أيضا بأنها سحر؟
[١٦] إنّ النار حقّ جلي يراه المتقون في كلّ إثم ومعصية ، فالكذب والغش والنفاق والخيانة و.. و.. كلّ ذلك في بصيرتهم قطعات من نار جهنم ، لهذا تجدهم يتجنّبون الموبقات اتقاء جهنم ، أمّا المكذّبون فهم محجوبون عن هذه الحقيقة ، لذلك تجدهم يتخبّطون في النار من حيث لا يشعرون ، باقترافهم الذنوب التي تتجسد غدا نارا حامية ، وتتوضح لهم هذه الحقيقة في الآخرة عند ما تتحوّل جرائمهم الى تلال من الأفاعي والعقارب.