الدَّاخِلِينَ* وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) (١).
بلى. إنّ الانتماء النسبي إلى المقرّبين والصالحين يزيد ذريتهم شرفا ، ويضاعف لهم الجزاء ، إكراما لآبائهم ، وإكمالا للنعم عليهم ، فلعلّ واحدا من الذرية لا ينهض به عمله ليبلغ درجة آبائه هنالك قد تدركه شفاعتهم فيلتحق بهم بدعائهم ليجتمع شمل الاسرة في مقام أمين ، ولعلّ تتمة الآية تدلّ على ذلك حين يقول ربّنا :
(وَما أَلَتْناهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ)
فما ينقص الله من أعمال الأوّلين شيئا حين يلحق الآخرين بهم إكراما لهم.
(كُلُّ امْرِئٍ بِما كَسَبَ رَهِينٌ)
وكون الإنسان مرهون بما كسب دليل على أنّ شفاعة الصالحين لذراريهم التي تهدي إليها هذه الآية ليست بعيدة عن سنّة الجزاء ، فهم إن لم يتبعوا آباءهم لم يدخلوا معهم الجنة.
ولعلّنا نجد انعكاسا وتفسيرا لهذه الآية في الحديث المروي عن الرسول (ص) إذ قال : «من سنّ سنّة حسنة عمل بها من بعده كان له أجره ومثل أجورهم ، من غير أن ينقص من أجورهم شيئا» (٢) فالآباء يضاعف لهم الجزاء لأنّهم ساهموا في هدايتهم الى ربّهم.
__________________
(١) التحريم / (١٠ ـ ١١).
(٢) ميزان الحكمة / ج (٤) ـ ص (٥٦٦) نقلا عن كنز العمّال.