ومن هذه الآية نهتدي إلى أنّ القرآن يعارض صراع الأجيال ، بل ويسعى لامتصاص هذا الصراع وتحويله الى صلة الحب والتعاون والتكامل ، فهو يرسم للجيل السابق شعارا تجاه اللاحقين هو قوله تعالى : (وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُا الدَّارَ وَالْإِيمانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (١) ، كما يرسم شعارا للجيل الصاعد تجاه السابقين فيقول : (وَالَّذِينَ جاؤُ مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا وَلِإِخْوانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونا بِالْإِيمانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنا إِنَّكَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ) (٢).
والآن دعنا نقرأ شيئا من الأخبار الواردة في تفسير هذه الآية الكريمة.
عن الامام الصادق (ع) في قوله عزّ وجلّ : «الآية» قال : «قصرت الأبناء عن عمل الآباء فألحق الأبناء بالآباء لتقرّ بذلك أعينهم» (٣).
وعن أبي بصير قال : قال أبو عبد الله (ع) : «إذا مات الطفل من أطفال المؤمنين نادى مناد في ملكوت السموات والأرض ألا إنّ فلان ابن فلان قد مات ، فإن كان قد مات والداه أو أحدهما أو بعض أهله من المؤمنين دفع إليه يغذوه ، وإلّا دفع إلى فاطمة (ع) تغذوه حتى يقدم أبواه أو أحدهما أو بعض أهل بيته من المؤمنين فتدفعه إليه» (٤).
[٢٢ ـ ٢٣] ويعود السياق يحدّثنا عن نعيم الجنة.
__________________
(١) الحشر / (٩).
(٢) المصدر / (١٠).
(٣) نور الثقلين / ج (٥) ـ ص (١٤٠).
(٤) المصدر / ص (١٤١).