(وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمانٌ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ)
ويشير القرآن هنا إلى صفتين مهمتين (يريدهما المخدوم) في الغلام ، إحداهما الطاعة ، وغلمان الجنّة للمتقين يطيعونهم في كلّ شيء ، ولا يكونون عليهم فهم «لهم» دائما ، والأخرى الشمائل الحسنة (الجمال) وذلك مما تميل إليه فطرة الإنسان ، ويرتجى به الخير عند صاحبه ، قال رسول الله (ص) : «اطلبوا الخير عند حسان الوجوه فإنّ فعالهم أحرى أن تكون حسنا» (١) ، ولا ريب أنّ الجمال وحده ليس ذا اعتبار في الإسلام ، إنّما إذا اجتمع مع طهارة القلب وحسن السيرة ، قال الامام علي (ع) : «لا ينفع الحسن بغير نجابة» (٢) ، وقد جمع الله الاثنين في غلمان المتقين.
[٢٥ ـ ٢٦] ويتعمّق إحساس أهل الجنة بنعيمها ولذّته عند تذكّر نعمة النجاة من النار.
(وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ)
عن حالهم في الدنيا ، وصفة التشاور والتفاعل بين أفراد المجتمع المؤمن من الصفات الحضارية ، وهي في الآخرة امتداد لما كانوا عليه في الدنيا ، فهم مقبلون على بعضهم ، وعلى العكس من ذلك فإنّ التمزّق والتدابر من معالم التخلّف عند الأمم والمجتمعات.
(قالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنا مُشْفِقِينَ)
إنّ خشية الله هي التي تبعد الإنسان عن حياة الهزل واللعب إلى حياة الجدّ
__________________
(١) بح / ج (٧٤) ص (١٨٧).
(٢) غرر الحكم.