إلى التسبيح أو الركوع والسجود كمظهر أو جوهر للصلاة ، أو بإضافة أمر آخر مثل ضرورة الاحساس بالرعاية الالهية كما في هذه السورة ، ولكنّ الحقيقة واحدة وهي اقتران الصبر بالتبتّل ، وفي هذه الآية نجد شاهدا على ذلك فبعد أن دعا الله رسوله للصبر والاطمئنان لرعايته أمره بالتسبيح.
(وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ)
قال علي بن إبراهيم : «لصلاة الليل» (١)
(وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ)
قال الباقر والصادق (عليهما السلام) : إنّ رسول الله (ص) كان يقوم من الليل ثلاث مرات ، فينظر في آفاق السماء ، ويقرأ الخمس من آل عمران التي آخرها «إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعادَ» ثم يفتتح صلاة الليل(٢)
والتسبيح هو تعظيم الله عزّ وجل وتنزيهه ، وما أحوج الإنسان وهو يقاوم مختلف الضغوط في مسيرته حتى لا ينهزم أمامها إلى ذلك. ولماذا يستسلم الإنسان إلى الضغوط؟ أليس لأنّه يجدها أكبر من إرادته؟ إذن فهو بحاجة إلى تذكّر الله ليقاوم الهزيمة والانبهار في داخله.
(وَإِدْبارَ النُّجُومِ)
يعني نافلة الصبح ، عن زرارة عن أبي جعفر (ع) قال : قلت له «وَإِدْبارَ النُّجُومِ» قال : «ركعتان قبل الصبح» (٣)
__________________
(١) نور الثقلين / ج ٥ ص ١٤٣
(٢) المصدر
(٣) المصدر / ص ١٤٤