(وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ)
وبالتالي فإنّ جهلهم يوقعهم في العذاب الدنيوي والأخروي معا.
[٤٨ ـ ٤٩] وبعد أن عالج القرآن مشكلة التكذيب بالعذاب والكفر بالله من الناحية النفسية والعقلية ، أكّد ضرورة الاستمرار والاستقامة على الحق في سبيل الله.
(وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ)
وحيث حذف متعلّق الصبر دلّ ذلك على كلّ معانيه (الصبر عند البلاء ، والصبر على الطاعة ، والصبر عن المعصية) ، فيجب إذن على المؤمن أن يتنازل عن جميع تطلّعاته ومصالحه وآرائه في سبيل رسالته ، مهما كان الصبر على ذلك صعبا ، وأن يترك العجلة في الأمور ، بل يصبر حتى يأتي أمر الله متمسّكا بمنهج الوحي ، وهذا يوحي بأنّ على المؤمن تطبيق أحكام الله أثناء الصبر ، وليطمئنّ أنّ عين الله تحرسه وتسدّد خطاه.
(فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنا)
وعيون الله تتجسّد في سننه وملائكته وإرادته المباشرة التي تؤيّد المؤمنين ، وكما يقاوم المؤمن الضغوط ، ويستمر في الطريق ، ويلتزم بحدود الله وأوامره بعامل الصبر ، فإنه يستمدّ إرادته من الاتصال بالله في الصلاة ، ولو تدبّرنا في القرآن فإنّنا لا نكاد نجد دعوة إلى الصبر إلّا وقد اقترنت بها دعوة إلى الصلاة أيضا ، إذ بهما نستعين على الأمور ، بلى. قد تختلف التعابير من موضع إلى آخر ، فتأتي تارة صريحة كما في قوله تعالى : (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ) (١) ، وأخرى دون ذلك بالدعوة
__________________
(١) البقرة / ٤٥