(البويضة الحيمن) جنينا ذكرا إذا غلب ماء الرجل ، وأنثى إذا غلب ماء المرأة. ثم يقف عند هذا الحد دون البحث عن منتهى هذه الظواهر بينما إذا أمعنا النظر لبصرنا بالحلقات الفارغة الموجودة في سلسلة العلل والتي تفصل بين مشيئة الإنسان وتحقق العمل ، فأنت تريد انجاب أولاد ، ولكن هل تملك في صلبك القدرة على ذلك؟ وهل توفق لزوجة مناسبة؟ وهل تضمن ألا تكون عقيمة ، أو تجهض حملها بسبب طارئ؟ وعشرات الاسئلة التي ترتسم في ذهن أي واحد منا حين يريد أن يحقق إنجازا. وإذا فتشنا عن جذر هذه الاسئلة لعرفنا ان الاهداف التي شئنا بلوغها وخابت مساعينا إليها بما لم نحسب لها حسابا خلفت في عقولنا هذا الخوف الرهيب ألّا نوفق ـ مرة أخرى ـ الى ما نبتغيه. وصدق الامام أمير المؤمنين عليه السلام إذ يقول : «عرفت الله بفسخ العزائم ونقض الهمم». تعال وجرب للمرة الالف اعقد عزم قلبك على خطة بعيدا عن التوكل على الله ثم انظر كيف تقفز أمامك العقبات غير المحسوبة.
من هنا اركزت في فطرة الناس هذه الحقيقة ، ان أزمة الأمور ليست بأيديهم وان هناك قدرا من الغيب في كل عمل يساهم في نجاحه أو فشله. وقدرة الله على النشأة الاولى من حين النطفة حتى الموت تؤكد على بعثة إياه مرة اخرى للجزاء.
(وَأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الْأُخْرى)
وكلمة عليه تشير الى ان البعث للحساب حق وعهد قطعه الله على نفسه.
(وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنى وَأَقْنى)
قد يتصور الإنسان بالنظر الى الأسباب الظاهرة للغنى انه الذي يغني نفسه ، ولكنه حينما يتعمق يجد ان غناه من عند الله وبتوفيقه. اذن فلما ذا يغتر بماله