الْكافِرُونَ هذا شَيْءٌ عَجِيبٌ* أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً ذلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ» (١) هكذا يكون موقف الكفار من الحقائق الجادة ، والقرآن يستنكر عليهم هذا الموقف الهازل.
(وَتَضْحَكُونَ وَلا تَبْكُونَ* وَأَنْتُمْ سامِدُونَ)
ان حديث القيامة بما يتضمنه من حقائق حاسمة ، وعظيمة ، ينبغي أن يبعث العاقل على البكاء والخوف من غضب الله ، ويثير فيه طاقاته الكامنة ليفكر في النجاة ، ويستعد للقيامة ، والسامد هو الغافل ، وكما ان الغفلة نتيجة للضحك والتعجب ، فان الجد والسعي نتيجة طبيعية للتصديق والبكاء من أهوال الساعة.
[٦٢] وفي مقابل هذا الموقف الخاطئ من حديث الساعة يهدينا القرآن إلى الموقف السليم الذي يجب علينا اتخاذه تفاعلا مع النذر الالهية وهو الفرار الى الله عز وجل ، والتقرب إلى مقام عظمته بالسجود.
(فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا)
والسجود وهو مظهر الاتصال بالله ، بينما العبادة جوهره ومحتواه ، فلا قيمة للسجود الذي لا يقربنا الى الله ، والى العمل بمناهجه في الحياة ، ان ممارسة الطقوس والشعائر الاسلامية ممارسة بعيدة عن أهدافها لا تنفع صاحبها شيئا ، فما هو نفع الصلاة التي لا تنهى عن الفحشاء والمنكر؟ وما هي فائدة الصوم الذي لا يزكي النفس؟
وكلمة أخيرة :
اننا نجد السياق القرآني يختتم هذه السورة المباركة ، بدعوة إلى السجود حيث
__________________
(١) ق / ٢ ـ ٣