فيقول :
(أَزِفَتِ الْآزِفَةُ)
أي اقتربت ، والتأكيد على اقتراب هذه الحقيقة الكبرى يجعلنا نعيش الساعة بوعينا فنستعد كما يقول أمير المؤمنين (ع) : «اتقوا الله عباد الله ، وبادروا آجالكم بأعمالكم ، واستعدوا للموت فقد أظلكم ، وترحلوا فقد جد بكم ، وكونوا قوما صيح بهم فانتبهوا ، وعلموا ان الدنيا ليست لهم بدار فاستبدلوا ، فما بين أحدكم وبين الجنة والنار إلّا الموت أن ينزل به» (١) وإذا مات ابن آدم قامت قيامته ، ولا يستطيع أحد أن يدفع الموت عن نفسه.
(لَيْسَ لَها مِنْ دُونِ اللهِ كاشِفَةٌ)
بلى قد يظن الإنسان أو يتمنى بان الأصنام التي يشرك بها تستطيع أن تصنع له شيئا ، كلا .. الله وحده القادر على جلب الخير ورفع الضر ، وإذا اقترب العذاب وبانت أمارته فلا مفزع إلّا اليه ، «فَفِرُّوا إِلَى اللهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ* وَلا تَجْعَلُوا مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ» (٢).
[٥٩ ـ ٦١] وهذا الحديث ليس ضربا من الوهم أو الظنون ، بل هو حق يقين يجب على الإنسان أن يصدق به ويستعد له «إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ* وَما هُوَ بِالْهَزْلِ» (٣).
(أَفَمِنْ هذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ)
انهم لم يصدقوا ويستعدوا للساعة : «بَلْ عَجِبُوا أَنْ جاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ فَقالَ
__________________
(١) نهج خ ٦٤
(٢) الذاريات / ٥٠ ـ ٥١
(٣) الطارق / ١٣ ـ ١٤