بالسخرية ، ويكون الجواب بالطبع مطابقا للسؤال :
(ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ)
هذه هي النار التي كنتم بها تستهزؤون. إنّها الفتنة التي تمثّلت في الدنيا في صورة أوامر ونواهي وواجبات ومحرّمات. إنّها اليوم ظهرت على واقعها نارا متفجّرة.
(هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ)
من هذا الجواب نعرف طبيعة سؤالهم ، وأنّه كان مليئا بالسخرية والأفكار.
[١٥] في جانب آخر من الصورة نجد المتقين الذين حفظوا أنفسهم من أسباب الاحتراق بالنار ، نجدهم في جنات وعيون.
(إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ)
لكلّ جنة نعيمها ، ولكلّ عين شراب معلوم ، وهم يسيحون فيها يتلذّذون بما تشتهيه أنفسهم.
[١٦] (آخِذِينَ ما آتاهُمْ رَبُّهُمْ)
كما أخذوا في الدنيا بتعاليم ربّهم مسلّمين لها يأخذون اليوم ثوابه العظيم.
وقالوا : الأخذ هنا بمعنى التملّك ، كأن نقول : فلان أخذ البلاد ، فالجنة ليست بحكم الموقّت بل ملكهم الدائم.
وقالوا : صيغة الكلمة «آخِذِينَ» تدلّ على استمرار أخذهم به ، لأنّ نعم الجنة لا يمكن أخذها مرة واحدة لأنّها لا نهاية لها.