وقالوا : الأخذ يكون برضا وقبول ، فهم راضين بنعيم الجنة أيّ رضا.
والكلمة كما يبدو تحتمل كلّ هذه المعاني وأكثر.
هذا الأخذ كان في مقابل عطائهم ، إنّهم في الدنيا قبل الآخرة كانوا محسنين.
(إِنَّهُمْ كانُوا قَبْلَ ذلِكَ مُحْسِنِينَ)
فإحسانهم على أنفسهم بالطاعات ، وعلى الناس بالإنفاق والصدقات ، كان ثمن أخذهم ثواب الله العظيم.
فإحسانهم على أنفسهم بالطاعات ، وعلى الناس بالإنفاق والصدقات ، كان ثمن أخذهم ثواب الله العظيم.
[١٧] سعي المتقين في النهار يهدف الإحسان ، أمّا إذا آووا إلى مساكنهم اتخذوها محرابا للعبادة وفرصة للتهجّد ، فتراهم صافّين أقدامهم يجأرون إلى ربّهم ، تكاد أرواحهم الطاهرة تفارق أبدانهم شوقا إلى الله وفرقا من عذابه.
إنّ معرفتهم بربّهم وتطلّعهم إلى القربى منه لا تدع أجسادهم تستريح إلى الفراش ، وهل يستريح من يطلب أمرا عظيما.
وإنّ خشيتهم من غضب ربّهم وشديد عذابه تقضّ مضاجعهم فتتجافى جنوبهم عنها. أرأيت الذي حكم عليه بالإعدام غدا كيف ينام ليلته؟
(كانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ)
قالوا : الهجع النوم ليلا ، ولعلّ الكلمة توحي بثلاثة ظلال حسب ما جاء في اللغة من مفرداتها :
الأوّل : عدم السكون التام في النوم ، وبسبب تعلّق قلوب المتقين بالآخرة لا تسكن تماما في الليل بل تسكن جوارحهم دون جوانحهم ، ومنه التهجاع النومة