الخفيفة.
الثاني : النوم في أوّل الليل دون آخره. قالوا : الهجعة : النومة الخفيفة من أوّل الليل.
الثالث : النوم المتقطّع في بعض الليل. قالوا : الهجع من الليل : الطائفة منه ، ويقال : زارني بعد هجع من الليل (١).
والآية تدل بظاهرها على أنّ نومهم في كل ليلة قليل حسبما تدلّ على ذلك آيات أخرى كقوله سبحانه : «قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً» (٢) وقوله : «وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلاً طَوِيلاً» (٣) وقوله : «أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّيْلِ ساجِداً وَقائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ» (٤).
وللآية تفسير آخر : أنّ هؤلاء لم يكونوا يتركون قيام الليل إلّا قليلا ، وجاءت به الروايات فقد أثر عن محمّد بن مسلم أنّه سأل الإمام الصادق عليه السلام عن قول الله عزّ وجلّ : «كانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ» فقال : «كانوا أقلّ الليالي تفوتهم لا يقومون فيها» (٥).
ولا يتنافى التفسيران ، فهم يقومون كلّ الليالي إلّا قليلا ، وإذا قاموا إلى الصلاة لا ينامون إلّا قليلا.
وقد تواترت النصوص الدينية في التحريض على قيام الليل والتبتّل إلى الله في
__________________
(١) انظر المعجم الوسيط / ج ١ / ص ٩٧٣ ـ ٩٧٤.
(٢) المزمل / ٢.
(٣) الإنسان / ٢٦.
(٤) الزمر / ٩.
(٥) وسائل الشيعة / ج ٣ / ص ٢٧٩.