رحم الظلام حيث تسكن النفوس ، وتنام العيون ، وتتساقط الحجب بين العبد وربّه ، ويخلو الحبيب بحبيبه .. ويخيّل لمن يتلوها أنّ قيام الليل واجب كسائر الفرائض.
جاء في الحديث عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه قال لسليمان الديلمي :
«يا سليمان لا تدع قيام الليل ، فإنّ المغبون من حرم قيام الليل» (١).
وعنه عليه السلام :
«ليس من عبد إلّا ويوقظ في كلّ ليلة مرّة أو مرّتين أو مرارا ، فإن قام كان ذلك ، وإلّا فجاء الشيطان فبال في أذنه. أو لا يرى أحدكم أنّه إذا قام ولم يكن ذلك منه (قيام الليل) قام وهو متخثّر ثقيل كسلان؟» (٢).
وعنه عليه السلام :
«إنّي لأمقت الرجل قد قرأ القرآن ثم يستيقظ من الليل فلا يقوم حتى إذا كان عند الصبح قام يبادر بالصلاة» (٣).
ولماذا نجد البعض يوفّق لقيام الليل بينما لا يوفّق غيره؟ تجيب النصوص الدينية أنّ ذنوب النهار تقيّد الرجل عن ذلك ، وبالذات الكذب والغيبة.
يأتي رجل إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) يقول : إنّي قد حرمت الصلاة بالليل فقال :
__________________
(١) وسائل الشيعة / ج ٣ / ص ٢٧٨
(٢) المصدر
(٣) المصدر / ص ٢٧٩.