حتى يجرّب في الأولى ويتعظ في الثانية.
٢ / الوحي الالهي.
وقد يكشف القرآن السنن الالهية في الخليقة بصورة مباشرة ، وقد يبيّنها عبر قصص الغابرين ، فهو إذا يجمع بين المنهجين ومن أراد أن يتذكّر (ينبّه ضميره وعقله) فعليه بالقرآن ، كمكمل وهاد لفطرته وعقله ، فإن لم ينتفع به فليس ينفعه شيء أبدا.
بينات من الآيات :
[٢٣] قصة ثمود (قوم صالح (ع)) من النذر التي تكشف لنا عن عاقبة التكذيب بالحق ، ولكنّ ربنا لا يقول أنّهم كذّبوا بالحق ، بل قال كذّبوا بآياته ونذره ، وذلك ليكشف لنا عمق الضلال والانحراف في نفوسهم ، فالإنسان يكذّب بالحق تارة ثم يزعم أنّه لا يجد آية تدلّه عليه ، وتارة يكذّب به بالرغم من الآيات الهادية إليه. قوم صالح دعاهم نبيّهم إلى الله ، وحذّرهم من التكذيب ، وأظهر لهم أكثر من آية منذرة بيّنة ، ولكنّهم أصرّوا على باطلهم ، وكذّبوا بكلّ شيء.
(كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ)
قال بعض المفسرين أنّها نذر العذاب المباشرة حيث اصفرّت وجوههم في اليوم الأوّل ، واحمرّت في الثاني ، واسودّت في الثالث .. والذي يظهر من سياق القرآن أنّ النذر هو كلّ ما يحذّر الإنسان ويخوّفه من غضب الله وعذابه ، وقد كذّبت ثمود بالرسول ، ورسالته ، وبآياته العذاب ، وبالناقة ، وكلّها من نذر الله.
[٢٤] وحيث يحتاج الإنسان إلى تبرير مواقفه وتصرّفاته مهما كانت ، فقد لجأوا بعد رفض الحق إلى الأفكار والضلالات الجاهلية ، التي تناقض أبسط المعايير