الصباح ريثما يخرجون.
(إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ حاصِباً)
ولكن بقيت العناية الالهية تحفظ المؤمنين وترعاهم ، حيث أمر الله لوطا (ع) والمؤمنين بالخروج من القرية الظالم أهلها ليكونوا في مأمن من العذاب : (فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُها ما أَصابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ) (١) ، فارتحلوا منها ، وهذا يدل على أنّ العملية كانت تجري بإشراف إلهي مباشر لا صدفة ، فحتى خروجهم لم يكن بسبب الارهاصات الطبيعية للعذاب ، بل كان بأمر نزل من الله ، ولولاه لربما كانوا يبقون ، لذلك يؤكّد القرآن بأنّ الله هو الذي أنجاهم وأنقذهم.
(إِلَّا آلَ لُوطٍ نَجَّيْناهُمْ بِسَحَرٍ)
يعني نهايات الليل وبدايات الصباح ، ولا يكتفي الوحي بذلك بل يضيف بأن النجاة كانت نعمة إلهية ، وليست نتيجة حالة بشرية أو صدفة.
(نِعْمَةً مِنْ عِنْدِنا)
ولكنّها مرتبطة بواقع بشري هو الشكر. إنّها مرّت بدورة متكاملة : إيمان عمل وشكر صاعد من قبل الإنسان الارادة الالهية بالتوفيق النعمة النازلة من الله للإنسان ، وربنا لا يخصص هذه الدورة بشخص لوط (ع) بل يخلص من ذكر الخاص إلى العام ومن الشاهد إلى السنة.
(كَذلِكَ نَجْزِي مَنْ شَكَرَ)
__________________
(١) هود / ٨١