نوره في أفئدتنا غمرها بالسكينة والأمل ، بالتطلع والتوكّل ، بالعطاء والكرامة.
لماذا اليأس وربّنا الرحمن؟
لماذا الانغلاق وخالقنا الرحمن؟
أفلم يجعل الأرض للأنام ، فيها فاكهة والنخل ذات الأكمام ، فلما ذا التكذيب بآلاء ربّنا والكفر بنعمه؟ (ومن التكذيب : تحريم الطيبات على أنفسنا بعد أن خلقها لنا ، ومن الكفر : القنوط من روحه ، والانطواء على أنفسنا يائسين).
خلق الله الإنسان هذا العالم الكبير ابتداء من صلصال كالفخّار (أو ليس بقادر على أن يبعثه مقاما محمودا ليكون أكرم من خلقه ، فلما ذا اليأس والتكذيب؟).
وخلق الجان من مارج من نار فبأيّ آلاء الربّ يكذّب الجن والإنس؟
ويبصّرنا السياق بتجلّيات رحمة الله في اختلاف الفصول بحساب دقيق ، وبحركة المياه عبر نظام قاهر يفصل بين الفرات والأجاج ، وإذا باللؤلؤ والمرجان يستخرجان منهما ، وأجرى فيهما السفن الكبيرة بتقدير حكيم ، فأنّى يكذّبون بآياته؟
وبعد أن يشير إلى أنّ الثقة ليست بنظام الخليقة لأنّها فانية ، بل بخالقها لأنّ وجهه الكريم باق لا يفنى ، يعود ويذكّرنا بأنّ خزائن رحمته لا تنفذ ، ومنها يسأل من في السموات والأرض فلنسأله أيضا. لماذا نكذّب ونخسر عطاءه؟
إنّ التكذيب بآيات الله ونعمائه ليس فقط خيبة أمل في الدنيا ، بل خسارة عظمي في الآخرة ، وهكذا تنذرنا الآيات من عاقبة التكذيب يوم الحساب العظيم فأنّى يمكن أن نهرب من حكومته؟ هب أنّنا نفذنا من أقطار السموات والأرض