قوت النهار» (١).
كما أنّ قيام الليل يزيد من شرف المؤمن ، جاء في الحديث المروي عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) عن جبرئيل أنّه قال :
«شرف المؤمن صلاته بالليل ، وعزّه كفّ الأذى عن الناس» (٢).
ونختم حديثنا عن صلاة الليل بحديث رائع عن عليّ بن محمد النوفلي عن أحد الأئمة (عليهم السلام):
«إنّ العبد ليقوم في الليل فيميل به النعاس يمينا وشمالا ، وقد وقع ذقنه على صدره ، فيأمر الله أبواب السماء فتفتح ، ثم يقول للملائكة : انظروا إلى عبدي ما يصيبه في التقرّب إليّ بما لم أفترض عليه راجيا مني لثلاث خصال : ذنب أغفره له ، أو توبة أجدّدها له ، أو رزق أزيده فيه. اشهدوا ملائكتي أنّي قد جمعتهنّ له» (٣).
[١٨] تتجاذب الإنسان قوى الخير وقوى الشر ممّا يجعله في صراع دائم لا ينفك عنه حتى لقاء ربّه ، ولا ينجو أيّ إنسان ـ أنّى كان قويّ الإيمان نافذ البصيرة ـ من السقوط في وهدة الذنوب ، ولكنّ المهم هو القيام بعد السقوط ، فبينما نجد أكثر الناس يسترسلون مع الضغوط حتى تهديهم إلى سواء الجحيم فإنّ الصالحين يعودون إلى نقائهم كلّما دنّستهم الخطايا ، ويتطهرون بالتوبة إلى ربّهم الغفور .. وهؤلاء هم أصحاب الجنة.
__________________
(١) المصدر
(٢) المصدر / ص ٢٧٣.
(٣) المصدر / ص ٢٧٢.