مستحيلة .. وكذلك القمر فاذا رأيناه يحمل ملايين الأطنان من مياه البحر فانّه لا شك يؤثّر في مخّ الإنسان الذي يشكّل الماء حوالي ٧٠ خ منه.
(وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدانِ)
قال بعض المفسرين : إنّ النجم هو النباتات الصغيرة ، والشجر هي النباتات الكبيرة ذات الساق ، وذلك ليوجدوا ارتباطا بين الإثنين ، والذي يبدو من ظاهر الآية أنّها لا تحتاج إلى هكذا تأويل ، فالنجم هو الذي في السماء ، والشجر هو الشجر الذي نعرفه ، وربما الهدف من ذكرهما معا بيان العلاقة بين أبعد الأشياء عنّا وأقربها إلينا في الطبيعة ، فهي وإن كانت في نظرنا جوامد إلّا أنّها تملك قدرا من الوعي والإحساس يدعوها لعبادة ربّها «وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ» (١).
وحيث يدل السجود على غاية الخضوع والعبودية ، فإنّ سجود النجوم والشجر يتجلّى في خضوعها لسنن الله المرتبطة بها ، فإنّك لا تجد نجمة تنحرف عن مسارها ، ولا شجرة تنبت غير ثمرها.
ولا ريب أنّهما مظهر لرحمة الله بالإنسان ، فللنجوم علاقة وثيقة بتنظيم هيكلية الجاذبية في هذا الفضاء الرحب ، ثمّ أنّها تؤثّر بأشعتها على الأرض وعلى الكائنات فيها ، حتى قيل بأنّ كلّ مادّة في جسم الإنسان تستمد قدرا من وجودها وكيانها ـ بلطف الله ـ من الأشعة المبثوثة في الفضاء ، والعلاقة بين النجوم والشجر ليست علاقة علمية وحسب ، بل انّ الزرّاع والفلّاحين يستدلّون بها على ميعاد زراعة الأنواع المختلفة من النبات ، وأوقات اللقاح والتشذيب وما إلى ذلك. إذن فلا ينبغي أن
__________________
(١) الإسراء / ٤٤