كذلك الوجه الظاهر لربنا دينه المشتمل على سننه وشرائعه والحقائق التي تدل عليه ، كذلك قال الامام أمير المؤمنين (ع) : «وأما قوله : «كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ» ، فالمراد كل شيء هالك إلّا دينه ، لأن من المحال أن يهلك الله كل شيء ويبقى الوجه ، هو أجل وأعظم من ذلك ، وإنما يهلك من ليس منه ألا ترى انه قال : (كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ* وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ) ففصل بين خلقه ووجهه» (١).
ويتجلى الدين بدوره فيمن يمثله كالأنبياء والأئمة الهداة الى الله وهكذا يفسّر الامام الرضا عليه السلام الوجه حينما يسأله أبو الصلت قال : يا ابن رسول الله! فما معنى الخبر الذي رووه أن ثواب لا إله إلا الله النظر الى وجه الله تعالى؟! فقال : «يا أبا الصلت من وصف الله عزّ وجلّ بوجه كالوجوه فقد كفر ، ولكن وجه الله أنبياؤه وحججه صلوات الله عليهم ، الذين بهم يتوجه الى الله عزّ وجلّ والى دينه ومعرفته» (٢).
وقال الصادق (ع) : «نحن وجه الله» (٣).
إذا وجه الله هو الحق المتمثل في سننه وشرائعه ودينه وأوليائه ، ويفنى كل شيء دونها ، فعلينا التمسك بها دون أن تؤثر فينا المتغيرات فاذا كان أحدنا يعمل الصالحات فليعملها لوجهه ، إذا كان يبحث عن الجزاء ، أترى لو عمل صالحا رياء أو شركا هل ينفعه شيء؟
(فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ)
فلا يمكن مع آية الفناء أن يدعي أحد الألوهية أو تدعى له ، أو يدعي بأنه جاهل
__________________
(١) المصدر / ص ١٩٢ نقلا عن الاحتجاج.
(٢) المصدر
(٣) المصدر