الامريكيون يصنعون ما أسموه (بالتحدي) الكوكب الفضائي (تشالنجر) ، ويصرفون عليه مئات الملايين من الدولارات ، صناعة ودعاية ، وقبل إطلاقه يقومون بالحسابات الدقيقة عبر العقول الألكترونية ، وإذا به ينفجر في الفضاء ويتحول تحديا مضادا ، ونكسة لا زالت آثارها قائمة في نفوسهم وحيرة في عقولهم ، وكذلك تتجلى الارادة الالهية المطلقة في عملياتهم العسكرية ضد الإسلام في صحراء طبس.
(يَسْئَلُهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ)
لأنه وحده الإله والقادر على قضاء حوائجهم وتحقيق طموحاتهم. والسؤال ليس مقتصرا على الانس والجن والملائكة ، بل يشمل كل الخلق العاقل والبهيم ، والجامد والمتحرك ، لأنه ما من شيء إلا ويفتقر الى الله ، وما من شيء إلا وله لغة مع الله (تُسَبِّحُ لَهُ السَّماواتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ ، وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ ، وَلكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ، إِنَّهُ كانَ حَلِيماً غَفُوراً) (١) وليس من طريق للإنسان لكي يبلغ طموحاته بفضل الله ، ويرفع عن نفسه كل عقبة وأذى بتوفيقه ، قبل العمل وبعده إلا الدعاء ، قال تعالى : (قُلْ ما يَعْبَؤُا بِكُمْ رَبِّي لَوْ لا دُعاؤُكُمْ) (٢) (وَقالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ) (٣) وقال أمير المؤمنين (ع) : «من قرع باب الله سبحانه فتح له» (٤) وقال الامام الصادق (ع) : «أكثر من الدعاء ، فانه مفتاح كل رحمة ، ونجاح كل حاجة ، ولا ينال ما عند الله إلّا بالدعاء ، وليس باب يكثر قرعه إلا ويوشك ان يفتح لصاحبه» (٥). ولكن ينبغي للعبد أن يرعى آداب الدعاء و
__________________
(١) الإسراء
(٢) الفرقان / ٧٧
(٣) غافر / ٦٠
(٤) غرر الحكم
(٥) بح / ج ٩٣ ص ٢٩٥