عَزِيزٌ) (١) سبحانه وتعالى عما يصفون علوا كبيرا.
(كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ)
قال النبي (ص) : «من شأنه أن يغفر ذنبا ويفرج كربا ، ويرفع قوما ويضع آخرين» (٢).
وقال علي بن إبراهيم (ر ض) : «يحي ويميت ، ويرزق ويزيد وينقص» (٣) فلا ثبات بعد الدعاء واستجابة الله ، أو بعد بدائه عزّ وجلّ ، حتى في ليلة القدر التي تكتب فيها أقدار الخلائق الى مثلها من قابل فانّ الكتاب ليس أبديا إذ اشترط ربنا لنفسه البداء فيما كتب سبحانه فيها ـ كما جاء في الحديث ـ وكما قال ربنا سبحانه (يَمْحُوا اللهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ) (٤).
ولعلنا نفهم من هذه الآية ان الله يخلق كل يوم خلقا جديدا لا نعلمه ، ونجد إشارة الى هذه الحقيقة في قول أمير المؤمنين (ع) : «الحمد لله الذي لا يموت ولا تنقضي عجائبه ، لأنه كل يوم هو في شأن من إحداث بديع لم يكن» (٥).
وقد أشارت البحوث الفضائية الى وجود أدلة على ان هناك حالة تكون لمجرات جديدة في أعماق الفضاء الرحيب. إذا فلندع اليأس ولنطلق العنان لطموحاتنا تصل الى أقصاها انطلاقا من توكلنا على رب واسع الرحمة مطلق الارادة يجيب المضطر إذا دعاه وهو منتهى الآمال ، ثم نسعى لتحقيقها نستمد منه العون والتوفيق ، ونسأله الاجابة. لا ندع سقفا ولا حدا لطموحاتنا ، فهذا نبينا الأكرم (ص) وهو أعلم الخلق
__________________
(١) الحج / ٧٤
(٢) مجمع البيان / ج ٩ ص ١٠
(٣) نور الثقلين / ج ٥ ص ١٩٣
(٤) الرعد / ٣٩
(٥) نور الثقلين / ج ٥ ص ١٩٣