ما أراد الإنسان أن يصل الى كنوز الأرض عمقا فلا بد أن يتحدى وهو يقطع المسافة من السطح الى المعدن الطبقات المختلفة.
وهكذا إذا أراد اختراق الآفاق باتجاه القمر أو أي هدف آخر في السماء ، فانه سوف يواجه تحديات أكبر إذ لا بد أن يصل إليه بالعلم أولا من قبل وصوله المادي إليه فربما يتحطم كما حدث في التجارب الأولية للإنسان في هذا الحقل ، فهناك تحدي الجاذبيات ، والطبقات التي يختلف بعضها عن بعض ، حيث تنعدم الجاذبية في بعضها ، ويرتفع الضغط في أخرى ، وينعدم الأوكسجين في أكثرها ، بل يحتوي بعضها على غازات مضرة بالإنسان ، ولعل معنى النفاذ وهو لا يكون إلا من المانع يدل على هذه التحديات وقد كشف العلم الحديث ولا يزال عن جانب من تلك التحديات ، وخبراء المحطات الفضائية الآن لا يرسلون الأقمار والخبراء إلّا بعد الدراسات المفصلة لطبقات الجو ، لكي يختاروا المكان الأضعف والمناسب للنفاذ منه.
وإذا ما استطاع الانس والجن الانتصار على تلك التحديات فإنهم ينفذون من الأقطار حيث يقول ربنا سبحانه : «فانفذوا».
وهذا الفعل ليس فقط يفيد الإمكان ، بل ينطوي حسب الظاهر على الدعوة والتحريض الى النفاذ ، فهي كقوله سبحانه : (فَامْشُوا فِي مَناكِبِها وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ) ، وقوله : (قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا) ، وقوله : (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبادِهِ وَالطَّيِّباتِ مِنَ الرِّزْقِ) ، وهكذا ينبغي للإنسان أن يستفيد من قدراته في تسخير أكبر مساحة من هذه الكائنات التي خلقت من أجله ، فربما وجد بالاضافة الى المعرفة شفاء لكثير من أمراضه وحلا لمشاكله وأزماته في الآفاق.
هكذا يسعى الإسلام من أجل رفع الأغلال التي تضعها الفلسفات البشرية على