وقصة فرعون هي الأخرى عبرة لمن يعتبر حيث أرسل الله إليه موسى بحجة بالغة ، ولكنّه تولّى بكل وجوده وقواه (حتى أنّه لم يعرف كيف يفسّر كفره) فقال : هذا ساحر أو مجنون ، فأخذه الله وجنوده بقوّته ، ونبذهم في البحر بذنوبهم.
ومأساة عاد كانت أيضا عبرة هامّة حيث أرسل الله عليهم الريح العقيم التي أتت على كلّ آثار الحياة في بلادهم (بما كفروا بنعمة الله وكذّبوا رسله).
وكذلك فعل بثمود الذين عتوا عن أمر ربّهم فأخذتهم الصاعقة (نار فيها عذاب) ، وبالرغم من أنّهم كانوا ينتظرونه لم يقدروا على الدفاع ، ولم ينصرهم أحد ، وما كان يمكن نصرهم أبدا.
وبعد أن يشير السياق إلى قصّة نوح يختم الدرس الذي نستوحي منه سنّة الجزاء في الخلق ، وأنّها لا تختص بقوم ولا بذنب ، فكلّ فسق وجريمة وإسراف يلقى جزاءه ، وهذا الجزاء دليل هيمنة الرب وعدالته وقدرته ، وكلّ ذلك يهدينا إلى الجزاء الأكبر في الآخرة.
بينات من الآيات :
[٢٠] لو اطلعت ضحى من فوق ربوة على مروج خضراء ، تحيط بها أشجار مثمرة ، وعلى اليمين منها ابتسم لك حقل من ورود متنوّعة ، لا بد أنّ جمال المنظر يشغلك عن تذكّر الحقيقة التالية : أنّه لو لا ضياء الشمس الذي ينعكس على الطبيعة إذا ما ظهرت هذه الألوان الجذّابة عليها. أليس كذلك؟
وإذا تذكّرت هذه الحقيقة عرفت آنئذ أنّ كلّ ورقة زاهية من هذه الورود وكلّ نبتة خضراء رائعة في تلك المروج علامة واضحة على وجود ضياء الشمس.
أصحاب البصائر يتذكّرون هذه الحقيقة ، وينفذون بعقولهم إلى غيب الواقع