بها لمن أوتي عقلا وإحساسا. أو ليست الحياة كلها تهدينا إلى أنّها ذات هدف وحكمة ، أو يمكن تصوّر حكمة لها من دون الايمان بالساعة كما قال ربنا : «أَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيها».
[٣] يومئذ تتموّج الكائنات كما البحر الهائج ، فتنخفض الأرض المرتفعة ، وترتفع الأرض المنخفضة ، وهكذا الناس.
(خافِضَةٌ رافِعَةٌ)
المستكبرون الذين علوا في الأرض بغير حقّ تخفضهم إلى حضيض جهنم ، والمستضعفون الذين حرموا حقوقهم ترفعهم الواقعة الى الدرجات العلى في الجنة.
جاء في الحديث عن الامام زين العابدين عليه السلام : (خافِضَةٌ) : خفضت ـ والله ـ بأعداء الله في النار ، (رافِعَةٌ) : رفعت والله ـ أولياء الله الى الجنة» (١)
[٤] أرأيت كيف يتحرك المهد بالصبي ، كذلك الأرض ترتجّ يومئذ بما عليها ، حتى ينهدم كلّ ما بني ، ويتهاوى كلّ قائم.
(إِذا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا)
قال ابن عباس : الرجة : الحركة الشديدة ، يسمع لها صوت (٢) ويبدو أن الرجّة أعظم من الزلزال ، لذلك روي : «من ركب البحر حين ترتج فلا ذمة له» (٣) أي إذا اضطربت أمواجه ، ولا ريب أن تموّج البحر حالة دائمة ، وإنما المراد بالارتجاج : اضطراب البحر وهيجانه.
__________________
(١) نور الثقلين / ج ٥ / ص ٢٠٤.
(٢) القرطبي / ج ١٧ / ص ١٩٦.
(٣) المصدر.