تفاءلت العرب بالجانب الأيمن ، وانتزعوا له اسما من اليمن ، وانتظار الخير ، وربما سموا التقدم يمينا ، والتخلف شمالا ، فقالوا : اجعلني في يمينك ولا تجعلني في شمالك ، أي اجعلني من المتقدمين (١).
ولأن أصحاب الجنة يؤتون كتبهم بأيمانهم فان اليمين يصبح يومئذ رمزا لدخول الجنة ، وقال بعضهم : إنّ الكلمة هنا تعني أصحاب اليمن في مقابل أولي الشؤم في الآية الآتية ، ولكن يبدو أنّ التفسير الأول أظهر ، بالنظر إلى استخدام اليمين في أهل الجنة في النصوص الإسلامية.
(ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ)
جاء هذا التعبير إشارة الى التفخيم ، والمراد بيان ما يتميّزون به عن أصحاب الشمال من الثواب العظيم.
[٩] (وَأَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ)
قالوا : العرب تسمّي الشمال شؤما ، لأنهم يعتبرونه نحسا ، ويقولون : قعد فلان شأمة (شمالا) ، ويا فلان شائم بأصحابك (تياسر بهم) كما يسمون اليد اليسرى الشؤمى.
فالمراد إذا بأصحاب المشأمة أولئك الذين يؤتون كتابهم بشمالهم ، ليكون ذلك علامة على أنهم من أصحاب النّار.
وقيل ان المعنى أصحاب الشؤم والنحس.
(ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ)
__________________
(١) القرطبي / ج ١٧ / ص ١٩٩