أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً) (١). أما فاعلية السبق فهي ترتكز عند هذا الفريق على الأمور التالية
١ ـ طموح الامامة والقيادة. وهو طموح مشروع في الإسلام ، قال تعالى يحكي صفات عبادة المقربين : (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا وَذُرِّيَّاتِنا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ إِماماً) (٢) ولكنهم لا يبحثون عن هذا الطموح من خلال الحسب والنسب ، أو المقاييس المادية الاخرى ، انما يسعون اليه عمليا بالحق ومن خلال الكفاءة ، والسبق أهم شروطها ، كما قال ربنا سبحانه : «وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصِيراً».
٢ ـ التنافس في الخير مما يفرض عليهم الأخذ بكل أسباب التفوق ، ولكن بعيدا عن حالات الصراع النفسية والعملية ، كقوله سبحانه : «فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ».
٣ ـ الرغبة في ثواب السابقين ، والخشية من التقصير. قال تعالى : (وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ ما آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلى رَبِّهِمْ راجِعُونَ* أُولئِكَ يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ وَهُمْ لَها سابِقُونَ) (٣).
ويبدو أن السابقين في كل أمة هم طليعة تلك الامة وشهداؤها ، وهم الحواريون الذين يلتفون حول القيادة الالهية الرشيدة ، وقد جاء في الحديث عن الامام أمير المؤمنين (عليه السلام) :
«السباق خمسة : فانا سابق العرب ، وسلمان سابق الفرس ، وصهيب سابق الروم ، وبلال سابق الحبش ، وخباب سابق النبط». (٤)
__________________
(١) الملك / ٢
(٢) الفرقان / ٧٤
(٣) المؤمنون / ٥٧ ـ ٦١
(٤) نور الثقلين / ج ٥ ـ ص ٢١٠