ما يكرم به الضيف والله العالم.
[٢٠] وبعد بيان نعمة المؤانسة والشرب جاء دور الطعام ، وربما قدّمت الفاكهة لأنها أذوق ، كما ان العادة تقتضي تقديمها في الضيافة.
(وَفاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ)
فالفواكه موجودة بأنواعها ، ومبذولة بلا نصب ، ويبقى الاختيار بأيديهم ، ويبدوا ان نعمة الحرية تتجلى عند أهل الجنة في كل أبعادها. بلى. انهم عاشوا في الدنيا أحرارا ، ورفضوا التسليم للطغاة والمترفين وشهوات الذات ، فأسبغ عليهم ربهم نعمة الحرية بأوسع معانيها.
[٢١] الآن وقد ارتووا ، وفتحت الفواكه شهية الطعام عندهم ، تطوف عليهم الموائد التي فيها أنواع من لحم الطير.
(وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ)
ويبدو ان لحوم الطير أشهى وأطهر ، ولذلك خصت بالذكر في الكتاب ، وجاء في الحديث المأثور عن الامام الصادق (ع) عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) انه قال : «سيد إدام الجنة اللحم» (١).
وروي عن الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلم) : انه قال : «ان في الجنة طيرا مثل أعناق البخت ، تصطف على يدي ولي الله ، فيقول أحدها : يا ولي الله! رعيت في مروج تحت العرش ، وشربت من عيون التسنيم ، فكل مني ، فلا يزلن يفتخرن بين يديه حتى يخطر على قلبه أكل أحدها ، فتخر بين يديه على ألوان
__________________
(١) نور الثقلين / ج ٥ ـ ص ٢١٢