مختلفة ، فيأكل منها ما أراد فاذا شبع تجمع عظام الطائر ، فطار يرعى في الجنة حيث شاء» (١).
[٢٢ ـ ٢٣] وإذا فرغوا من جلسات المؤانسة ، ومن الشراب ، والفاكهة ، والطعام ، آووا الى فرشهم ليجدوا فيها فاكهتها المفضلة ، لقد أعدت لهم زوجاتهم من الحور العين.
(وَحُورٌ عِينٌ* كَأَمْثالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ)
إن تلاقي روح الزوجين يتم عبر العين ولذلك فان أروع الجمال جمالها ، وحين تكون العين حوراء : سوادها شديد ، وبياضها شفاف ، ثم تكون واسعة ، فانها تكون جذابة ورائعة ، أما سائر أعضائهن فهي لامعة بيضاء ، أرأيت اللؤلؤ حين ينفتح عنه الصدف كيف يشعّ بياضا؟
[٢٤] إن هذه النعم العظيمة توافيهم بفضل الله ، جزاء لأعمالهم ، لكي يزدادوا تلذذا بها ، وإحساسا بأهميتها. أرأيت الذي يحصل على نعمة بلا سعي لا يعتز بها ، كمن يتلقاها بسعيه فيحس انه كان على حق ، وأن اختياره كان حكيما رشيدا.
(جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ)
وقد روي عن ابن عباس في تفسير هذه الآية ما يرغب عباد الله في الجنة ، حيث قال : خلق الله الحور العين ، من أصابع رجليها إلى ركبتها من الزعفران ، ومن ركبتها الى ثديها من المسك الأذفر ، ومن ثديها الى عنقها من العنبر الأشهب ، ومن عنقها الى رأسها من الكافور الأبيض ، عليها سبعون ألف حلّة مثل شقائق
__________________
(١) القرطبي / ج ١٧ ـ ص ٢٠٤