آية قصيرة ، ثم ينتقل بنا إلى بيان مصير أصحاب الشمال ، حيث أنواع العذاب المؤلم المهين (سموم الحميم ، وظلّ اليحموم ، وشجر الزقوم ، وشراب الحميم) ، وكلّ ذلك تذكره السورة في كلمات ترعب النفوس ، وبلاغة تنفذ إلى أعماق من يلقي السمع شهيدا ، بما يكفي زاجرا للإنسان وعلاجا للترف ، والإصرار على الضلال والتكذيب بالآخرة.
وحين يقسّم القرآن الناس إلى هذه الطوائف فلكي يكون التقسيم المشروع هو القائم على أساس الإيمان والعمل ، أمّا الأسس الأخرى فهي لا تصلح سببا لتفريق الناس مثل اللغة واللون والعنصر.
بينات من الآيات :
[٢٧ ـ ٣٠] ما هي صفات أصحاب اليمين ، وما هو جزاؤهم؟
(وَأَصْحابُ الْيَمِينِ ما أَصْحابُ الْيَمِينِ)
الميمنة من اليمن أي النصيب الحسن ، وقد جعل الله إعطاء الكتاب للإنسان بيده اليمنى يوم القيامة دليلا على العاقبة الحسنى ، ولأنّ كاتب الحسنات على اليمين وكاتب السيئات على الشمال فإنّ أصحاب اليمين هم الذين زادت حسناتهم على السيئات ، والصحبة من التلازم والمقارنة ، فقد يكون هؤلاء ذوي الصلة المتينة بملائكة الحسنات لكثرة الصالحات عندهم ، فهم لا يبرحون يصلونهم بها بين الحين والآخر ، فيصحبهم أولئك الملائكة عند الحساب ، يبيّنون حسناتهم ، ويشفعون لهم عند الله. ومن كانت هذه صفته فإنّه يصير إلى منزلة عظيمة من الجزاء والرضوان عند الله.
(فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ)