يعني منزوع الشوك ، ممّا يجعل قطف ثماره خال من الأذى والمشقّة ، والمخضود : مثني الأغصان من غير كسر (أيضا) إشارة إلى كثرة ثمارها وورقها اللذان يثقلان الغصن فيثنيانه ، والسدر : شجر النبق (الكنار) (١) ، وله فوائد جمّة منها : ثمره ، وظلّه ، ومنظره الجميل.
جاء في الحديث عن سليم بن عامر قال : كان أصحاب النبي (ص) يقولون : إنّه لينفعنا الأعراب ومسائلهم ، قال : أقبل أعرابي يوما فقال : يا رسول الله! لقد ذكر الله في القرآن شجرة مؤذية ، وما أرى في الجنة شجرة تؤذي صاحبها؟ قال رسول الله : وما هي؟ قال : السدر فإنّ له شوكا مؤذيا؟ فقال (ص) : أو ليس يقول : «فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ»؟ خضد الله شوكة فجعل مكان كلّ شوكة ثمرة ، فإنّها تنبت ثمرا يفتق الثمر منها عن اثنين وسبعين لونا من الطعام ما فيه لون يشبه الآخر (٢) وقال سعيد بن جبير : ثمرها أعظم من التلال. (٣)
والحرف «فِي» يفيد الإحاطة والدوام ، فهم محاطون بما يذكر من النعم.
(وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ)
أي متسق منظّم مضموم بعضه إلى بعض ، وتنضّدت الأسنان تراصفت (٤) ، وعن الإمام الصادق (عليه السلام) قال : «بعضه إلى بعض» (٥) وقال تعالى : (وَالنَّخْلَ باسِقاتٍ لَها طَلْعٌ نَضِيدٌ) (٦) متسق ، واختلف في الطلح على أقوال
__________________
(١) قال صاحب المنجد : الكنار النبق (بالعامية والفارسية)
(٢) القرطبي / ج ١٧ ص ٢٠٧
(٣) المصدر
(٤) المصدر مادة نضد
(٥) نور الثقلين / ج ٥ ص ٢١٥
(٦) ق / ١٠