المتخلفة غير الفقر والمسكنة حتى لو واصل أبناؤها الليل والنهار في طلب الرزق؟
وكما في الأمة كذلك في الفرد فمن تدانت عزيمته وهمته ، وضاق أفق علمه ووعيه ، وساءت أخلاقه وآدابه ، لم ينفعه اجتهاده في طلب الرزق. بينما الآخر الذي تسامت همته ، وازداد علمه ووعيه ، وحسنت أخلاقه وآدابه اكتفى بقليل من الجهد المركز ، وحصل على الكثير من المكاسب أليس كذلك؟ من هنا جاء في الحديث المأثور عن الامام الصادق عليه السلام :
«والذي بعث جدي بالحق نبيا إنّ الله تبارك وتعالى يرزق العبد على قدر المروة ، وان المعونة تنزل على قدر شدة البلاء» (١) ، وقال عليه السلام : «كف الأذى وقلة الصخب يزيدان في الرزق» (٢) ، وروي عن الرسول صلّى الله عليه وآله انه قال : «التوحيد نصف الدين ، واستنزل الرزق بالصدقة» (٣) واخطر ما في التهالك على طلب الدنيا انه يشغلك عن ذكر الله ، والتسامي إلى قربه ، والنظر إلى آيات قدرته في نفسك والخليقة ، والاجتهاد في طلب الآخرة التي هي دار مقرك.
وكلمة أخيرة :
لان ما وعدنا الله من رحمته في السماء فقد أمرنا بالتوجه إليها عند الدعاء. جاء في حديث مأثور عن أمير المؤمنين عليه السلام انه قال :
«إذا فرغ أحدكم من صلاته فليرفع يديه إلى السماء ، ولينصب في الدعاء». فقال ابن سبا : يا أمير المؤمنين أليس الله في كل مكان؟ قال : «بلى». قال : فلم يرفع يديه إلى السماء؟ فقال : «أو ما تقرأ : «وَفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ وَما تُوعَدُونَ»
__________________
(١) المصدر / ص ١٢٥.
(٢) المصدر / ص ١٢٦
(٣) المصدر