إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

من هدى القرآن [ ج ١٤ ]

440/472
*

التصديق به واليقين برسالته؟

[٦٨ ـ ٧٠] ثم للنظر الى الماء وبالذات ذلك الذي نشر به وترتكز عليه حياتنا وحياة كل كائن حي ، إننا لم ننزله من السحاب.

(أَفَرَأَيْتُمُ الْماءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ* أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ)

ولا ريب اننا لا نستطيع الادعاء بانزاله من قبلنا ، وأكبر دليل على ذلك اننا لا ندري متى ينزل. وإذا غطت السحب سماءنا لا نملك التصرف في انزاله وبالكيفية والمقادير الطبيعية ، وهذه الحقيقة يقبلها الجميع ، ولكن أورد البعض هنا شبهة ، فقالوا إن المطر نتيجة عوامل وقوانين طبيعية ، تبدأ من تبخر مياه البحار والمحيطات والأنهار بفعل الشمس ، وتنتهي بالغيث مرورا بصعود الأبخرة في طبقات الجو العليا ، وهي عملية يفعلها النظام المجرد ، ولا نحتاج معها الى افتراض وجود ارادة (الخالق) تجري العملية بسببها ، وهذه من أعقد مشاكل الإنسان مع العلم.

يقول الدكتور بخنر الألماني بما اننا لم نجد ظاهرة واحدة في هذا الكون الرحيب من أبعد نقطة اكتشفناها في الفضاء والى أقرب جرم إلينا لم نجدها شاذة عن النظام الكوني. فليس لنا الحاجة الى افتراض وجود الله.

(ولكنّ الحقيقة) أن عدم وجود شذوذ في النظام ، أو شمولية النظام في الكون لا يكون دليلا على عدم وجود الخالق ، بل يكون دليلا قاطعا على وجود من خلق النظام وهو الله الخالق العظيم وإلّا فمن جعل هذا النظام وقدّره وأجراه وبعد هذا فهل كله خاضع للنظام ، أو هل أثبت العلم الحديث هذا النظام ، لنسمع «هايز نبرغ» العالم الفيزيائي يقول ـ في نظام الذرة ـ : إنّ من المستحيل علينا أن نقيس