للناس بربّهم من حيث هي نعمة إلهية عظيمة ، كما أنّها تذكرنا بنار جهنم الكبرى فهدفها الأول والأهم هو تزكية نفس الإنسان ، ففي الخبر عن الإمام الصادق (ع) : «إنّ ناركم هذه جزء من سبعين جزءا من نار جهنم ، وقد أطفيت سبعين مرّة بالماء ، ثم التهبت ، ولو لا ذلك ما استطاع آدمي أن يطفيها ، وإنّها ليؤتى بها يوم القيامة حتى توضع على النار فتصرخ صرخة لا يبقى ملك مقرب ولا نبي مرسل إلّا جثى على ركبتيه فزعا من صرختها» (١).
أما الهدف الآخر للنار فهو الانتفاع المادي بها في مختلف مرافق الحياة ، والمجالات التي يكتشف الإنسان منافعها فيها وطرق استخدامها سواء بصورتها المباشرة (اللهب والشعلة) ، أو غير مباشرة (عموم الطاقة).
(وَمَتاعاً لِلْمُقْوِينَ)
قالوا : المقوي الذي ينزل القي وهو الصحراء القاحلة ، وإنّما جعلت متاعا لهم بالخصوص لمزيد حاجتهم إليها ليس للتدفي والطبخ فقط وإنما لطرد الوحوش في الليل أيضا.
وقال بعضهم : المقوي الجائع كما قال الشاعر :
وإنّي لأختار القوي طاوي الحشى |
|
محافظة من أن يقال لئيم |
ويقال : أقوى الرجل إذا لم يكن معه زاد. (٢) وهذا أقرب ، ولعل القي سمي كذلك لانعدام الطعام فيه. وفي حالة الجوع وفناء الزاد تكون النار متاعا عظيما خصوصا للمسافر.
[٧٤] ويختم ربّنا هذا الدرس القرآني بدعوة إلى التسبيح باسمه للخلاص من
__________________
(١) نور الثقلين / ج ٥ ـ ص ٢٢٤.
(٢) القرطبي / ج ١٧ ـ ص ٢٢٣.