بالاستنكار على البشر استخفافهم بحديث الواقعة ، وتتحدّاهم بالموت الذي قهر الله به عباده ، والذي هو في نفس الوقت دليل الجزاء والمسؤولية اللذان يزعم الإنسان القدرة على تحدّيهما. ثم تؤكّد الآيات انقسام الناس إلى ثلاثة أزواج ، وأنّ التحاق كل امرء بأصحابه يتمّ عند الموت ، فأمّا من المقربين ، وأمّا من أصحاب اليمين ، وأمّا من أهل الشؤم والنار. وهذه الحقيقة واقعية ، وحق يقين لا يغيّر فيه تكذيب المكذّبين وضلالهم شيئا ، كأيّ واقع آخر لا ينتفي بمجرّد إنكاره. وكفى بحتمية وقوعه أنّه وعد من ربّنا القادر العظيم.
وفي الأخير يأمرنا بالتسبيح لأنّه السبيل إلى النجاة من النار ، وإلى المزيد من القربى اليه والتي ينتمي بها الإنسان إلى المقربين أفضل الأزواج ، أوليس هو النهج الأنجح لمقاومة دواعي الشرك به والتكذيب بوعده؟
بينات من الآيات :
[٧٥ ـ ٧٦] إنّ عظمة الله وأسمائه تتأكد لدى الإنسان كلّما لاحظ الوجود من حوله وتفكّر فيه ، لأنّه بكلّه آيات هادية إلى تلك الحقيقة ، وعرصة تتجلّى فيها العظمة والأسماء ، فبعظمة الخلق وروعته نهتدي إلى أسمائه الجمالية فهو الحيّ القوي المقتدر الجميل الرحمن.
وبما في الخلق من صفات التحوّل ، والعجز ، والضعف ، والمحدودية ، نهتدي إلى صفات الخالق الجلالية ، وأنّه القدّوس السبحان المتعالي الواسع ، ولعلّ هذا ما يفسر إشارته بالقسم إلى الكواكب والنجوم المتوزعة في الفضاء الرحب ، فإنّها بحسنها ونظامها الدقيق وعلاقتها بالحياة على الأرض تكشف جانبا من عظمة الخالق عزّ وجل وربّنا يفتح أفق البشرية ويثيرها نحو التطلع إلى علم الفضاء ، ولكن ليس في هذا العصر الذي تقدّمت فيه معارف الإنسان بهذا الجانب من