عنده ليس ذا أهمية.
(وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ)
فكلّما تقدّم الإنسان خطوة في العلم كلّما ظهرت وتأكّدت له عظمة هذا القسم ، وكفى بذلك عظمة أنّه قسم منه تعالى بمواقع النجوم. ونخلص الى القول بأنّ عدم قسمه مباشرة بها يعود الى أمرين رئيسيين : أحدهما : أنّ القسم بشيء يحقّق غرضه حينما تكون عظمته معروفة عند الطرف المقابل ، والآخر : لأنّ الناس في الجاهلية كانوا يعتقدون في النجوم ومواقعها بالخرافات والشرك فلم يقسم الله بها لكي لا تتعمّق اعتقاداتهم الباطلة ، أو يتخذونه مبرّرا لها. قال الامام الصادق (عليه السلام) : «إنّ مواقع النجوم رجومها للشياطين ، فكان المشركون يقسمون بها ، فقال سبحانه : فلا أقسم بها» (١) ، وقال (عليه السلام) : «كان أهل الجاهلية يحلفون بها ، فقال الله عزّ وجل : الآية» (٢).
ولعلّ في الآية ايحاء واشارة من قبل الله الى الناس بعدم جواز حلفهم هم بها ، حيث لا يصح للمخلوق القسم إلّا بالخالق ، وفي الروايات تصريح بذلك ، قال الامام الصادق (عليه السلام) بعد ان تلى الآية : «عظم إثم من يحلف بها» (٣) ، وفي هاتين الآيتين دعوة الى نبذ الظنون والأساطير في موقف الإنسان من النجوم ، والتي تضر أكثر مما تنفع ، الى العلم ، مما يظهر اهتمام الإسلام وموقفه من العلم ، ودعوته الرائدة اليه ، وأنّه ليس كما يظن البعض أو يصوّرونه يعارض العلم والحضارة.
[٧٧ ـ ٧٩] وبعد التمهيد الآنف بالقسم يصارحنا الوحي بتلك الحقيقة
__________________
(١) مجمع البيان / ج ٩ الموضع.
(٢) نور الثقلين / ج ٥ / ص ٢٢٥.
(٣) المصدر