العظمى ، والتي كانت الغرض من القسم العظيم.
(إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ)
أليس يتجلّى فيه ربنا بكلّ جماله وجلاله ، وأي كرامة اسمي من كتاب تنفتح آياته عن جمال الخالق ، وروعة المخلوق ، وعن جلال الخالق ، وعظيم خلقه؟
قالوا : الكرم مجمل الصفات الحميدة (١).
وكيف لا يكون القرآن كريما وقد رغبنا الى مكارم الأخلاق وحسان الآداب ، الى العدل والحرية والفضائل الانسانية ، كما نهانا عن الخبائث والرذائل والسيئات؟
وإذا عدنا الى أنفسنا وما فطرت عليه من حب الخير والفضيلة لعرفنا ان القرآن كتاب ربنا أوليس يدعو الى ذات الصفات الحسنى التي نحبها ونعتقد ان ربنا يحبها ، فكيف يكفرون به وكل آية آية منه شاهد على انه من عند الله؟
والسؤال هنا : ما هو وجه ذكر السياق للقرآن وبهذه الصورة المؤكدة؟
أولا : لان الدرس السابق ذكرنا بالآيات الهادية الى التصديق بالخالق. فكان من البديهي ان يأتي ذكر القرآن ، لأنه السبيل الى معرفة الآيات ، والبصيرة لرؤية تجليات الرب. ومن لا يهتدي بالقرآن كيف يتسنى له وعي حقائق الخليقة ، وفك رموزها ، ومشاهدة غيبها ، والعروج منها الى معرفة خالقها؟
ثانيا : لان التصديق بالخالق ، والتذكر ، والشكر ، وبالتالي التسبيح باسم الرب العظيم الذي دعا اليه الدرس السابق ، لا يتم بالوجه الأكمل إلّا بالقرآن ،
__________________
(١) راجع مفردات الراغب