فالقرآن معراج السابقين ، ومنهج أصحاب اليمين. انه شريعة سمحاء لمن أراد الذكر ، وابتغى الشكر ، وبحث عن سبيل التقوى. إنّك تسأل كيف أصدّق بالخالق؟ وكيف أتذكّر وأشكر؟ وكيف أسبّح؟ كل ذلك بالقرآن (يَهْدِي بِهِ اللهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) (١) فالتسبيح الحقيقي الذي يأمر به الله بقوله : (فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ) (٢) لا يتلخّص في الذكر ، انما يكون باسم الله العظيم وقرآنه أعظم أسمائه الظاهرة ، بل وفيه الاسم الأعظم.
قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : «من أعطاه الله القرآن فرأى ان أحدا أعطي شيئا أفضل مما أعطي فقد صغر عظيما وعظّم صغيرا» (٣) وقال (صلّى الله عليه وآله) : «فضل القرآن على سائر الكلام كفضل الله على خلقه» (٤) وقال : «القرآن مأدبة الله فتعلموا من مأدبته ما استطعتم إن هذا القرآن هو حبل الله ، وهو النور المبين ، والشفاء النافع ، فاقرأوه فان الله يأجركم على كل تلاوته بكل حرف عشر حسنات. أما اني لا أقول (الم) حرف واحد ، ولكن الف ، ولام ، وميم ثلاثون حسنة» (٥) وقال : «القرآن أفضل كلّ شيء دون الله ، فمن وقّر القرآن فقد وقر الله ، ومن لم يوقّر القرآن فقد استخفّ بحرمة الله ، وحرمة القرآن على الله كحرمة الولد على والده» (٦) وقال : «إن أردتم عيش السعداء ، وموت الشهداء ، والنجاة يوم الحسرة ، والظل يوم الحرور ، والهدى يوم الضلالة ، فادرسوا
__________________
(١) المائدة / ١٦
(٢) الواقعة / ٧٤
(٣) بح / ج ٩٢ / ص ١٣
(٤) المصدر / ص ١٩
(٥) المصدر
(٦) المصدر