القرآن فانه كلام الرحمن ، وحرز من الشيطان ، ورجحان في الميزان» (١) وقال : «من استظهر القرآن وحفظه ، وأحل حلاله ، وحرم حرامه ، أدخله الله به الجنة ، وشفعه في عشرة من أهل بيته ، كلهم قد وجب له النار» (٢) وقال (صلّى الله عليه وآله) يعظ سلمان المحمدي : «يا سلمان! المؤمن إذا قرأ القرآن فتح الله عليه أبواب الرحمة ، وخلق الله بكل حرف يخرج من فمه ملكا يسبّح له الى يوم القيامة .. وان أكرم العباد الى الله بعد الأنبياء العلماء ثم حملة القرآن ، يخرجون من الدنيا كما يخرج الأنبياء ، ويحشرون من قبورهم مع الأنبياء ، ويمرون على الصراط مع الأنبياء ، ويأخذون ثواب الأنبياء ، فطوبى لطالب العلم وحامل القرآن مما لهم عند الله من الكرامة والشرف» (٣).
ولكننا نحن المسلمين لا زلنا بعيدين عن القرآن ، بالرغم من هذه التأكيدات ، وبالرغم من تجربتنا معه ، أوليس قد أنقذنا من ظلمات الجاهلية ، وشيد لنا حضارة كانت ولا زالت منارا للبشرية ، فلما ذا هجرناه حتى عاد بيننا غريبا؟ أفكارنا لا تشير إلى بصائره ، وسلوكنا لا تستوحى من قيمه. وبكلمة : خسرنا كرامة القرآن وعزّه ، ولا يزال يدعونا الى مأدبته وكرامته ، بيد اننا لن نبلغه الا بسعي منّا ، ذلك لأنه كما يصفه الله عزّ وجلّ :
(فِي كِتابٍ مَكْنُونٍ)
فلا بد إذا نستظهره كما يقول رسول الله (صلّى الله عليه وآله) (٤) ، ونستنطقه كما يقول الامام علي (عليه السلام) ، حتى نطلع على مكنونه ، فهو بالرغم من اشتماله على تبيان لكل شيء لن ينطق ، «ذلك القرآن فاستنطقوه ، ولن ينطق ،
__________________
(١) المصدر
(٢) المصدر
(٣) المصدر / ص ١٨ وللمزيد راجع المصدر
(٤) المصدر / ص ١٣