يبدو ان الاية التالية تفسر هذه الاية ، فهو مكنون عن غير المطهرين.
(لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ)
قال المفسرون والفقهاء تبعا للآيات يعني لا يجوز ان يمس القرآن الا من كان مسلما طاهرا. قال أبو الحسن (عليه السلام) : «المصحف لا تمسه على غير طهر ، ولا جنبا ، ولا تمس خطه ولا تعلّقه. ان الله يقول : الآية» (١) ، وسئل الامام الصادق (عليه السلام) عن التعويذ تعلّقه على الحائض؟ قال : «نعم لا بأس ، تقرأه ، وتكتبه ، ولا تصيبه يدها» (٢).
وهذا التفسير هو ظاهر الاية ، وإذا تدبرنا في الاية أكثر لعرفنا ان الطهارة الجسدية بعد واحد من الطهارة ، والبعد الاخر هو طهارة الروح التي هي الأهم.
ولا يمس حقائق القرآن الا المطهرون ، عن الإثم والفواحش ، البعيدون عن العقد والأفكار الدخيلة والمسبقة ، والأغلال والإصر ، وسائر الأدران التي تحجب الإنسان عن كتاب الله. قال ربنا سبحانه : (وَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجاباً مَسْتُوراً* وَجَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذانِهِمْ وَقْراً وَإِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلى أَدْبارِهِمْ نُفُوراً) (٣) وقال : (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها) (٤) ، كما جاء أمره تعالى بالاستعاذة من الشيطان في قوله : (فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطانِ) (٥) لأنه لون من ألوان النجاسة المعنوية التي تحجب الإنسان عن الآيات.
__________________
(١) نور الثقلين / ج ٥ / ص ٢٢٦
(٢) المصدر / ص
(٣) الإسراء / ٤٥ ـ ٤٦
(٤) محمد / ٢٤
(٥) النحل / ٩٨