وأئمة الهدى الذين تنزل الوحي في بيوتهم هم الأعلم بمعاني القرآن ، لأنهم أظهر مصاديق الطهر لقوله تعالى : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) (١).
ومن الدقة في التعبير انه تعالى لم يقل الطاهرين انما قال «المطهرين» مما يؤكد تأويل هذه الآية في أهل البيت العصمة (عليهم السلام) حيث طهرهم الله ، ولذلك قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : «فان القرآن الذي عندي لا يمسه الا المطهرون والأوصياء من ولدي» (٢) ولعل المراد مما عنده القرآن بتفسيره وتأويله وما تلقى من الأحاديث عن النبي (صلّى الله عليه وآله) فيه.
وقد قال الامام الصادق (عليه السلام) : «وانما القرآن أمثال لقوم يعلمون دون غيرهم ، ولقوم يتلونه حق تلاوته ، وهم الذين يؤمنون به ويعرفونه ، فاما غيرهم ، فما أشد اشكاله عليهم وأبعده من مذاهب قلوبهم ، ولذلك قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) : إنه ليس شيء بأبعد من قلوب الرجال من تفسير القرآن ، وفي ذلك تحير الخلائق أجمعون الا ما شاء الله .. الى ان يقول يخاطب السائل .. وإيّاك وتلاوة القرآن برأيك فان الناس غير مشتركين في علمه كاشتراكهم فيما سواه من الأمور (يعني كعلم الائمة) ، ولا قادرين عليه ولا على تأويله الا من حده وبابه الذي جعله الله له ، فافهم ان شاء الله ، واطلب الأمر من مكانه تجده إنشاء الله» (٣).
[٨٠ ـ ٨٢] وانما يقصر غير المطهرين عن مسه ولا يجوز لهم ذلك لأنه كلام الله رب العالمين.
__________________
(١) الأحزاب / ٣٣
(٢) نور الثقلين / ج ٥ / ص ٢٢٦
(٣) بح / ج ٩٢ / ص ١٠٠ وص ١٠١