الخليقة ، فهذه القصص تزيل عنهم هذه العقبة ، مما يمهد الطريق أمامهم للإيمان بالآخرة.
[٣١] بشارة إبراهيم (ع) بالغلام العليم جانب من وعد الله ، أما الآخر فهو عذاب الاستئصال الذي صب على قوم لوط.
وحين عرف إبراهيم الملائكة سألهم عن الأمر العظيم الذي نزلوا من أجله ، إذ حسب نصّ مأثور عن الإمام الصادق (عليه السلام) : «كانوا أربعة أملاك : جبرئيل وميكائيل وإسرافيل وكروبيل عليهم السلام» (١). ومثل هؤلاء لا ينزلون إلّا لخطب جلل.
(قالَ فَما خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ)
لا بد انكم تقومون بعمل عظيم في الأرض فما هو؟
[٣٢ ـ ٣٣] (قالُوا إِنَّا أُرْسِلْنا إِلى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ* لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجارَةً مِنْ طِينٍ)
ونتساءل أولا : ما هو هذا الطين؟ .. هل هو ذلك الطوب الذي بنيت به مدينتهم باعتبار ان المدينة قد ارتفعت ثم هبطت مرة أخرى ساعة تدميرهم؟ أم هو حمم بركان تفجّر عليهم فشبهت بالطين؟ أم أصل الحجارة التي أهلكوا بها كانت من الطين؟ .. لا ندري بالضبط ، ولكن الظاهر من الآية أنه ذات «السجيل» التي جاءت في آية أخرى ، والتي قالوا : انها معربة فارسية وأصلها (سنك كل) أي حجارة من الطين ، والأقرب انها قطعات من طين متصلب ومتحجر.
__________________
(١) المصدر / ١٢٧.