أين كانت قرى قوم لوط؟ يقال انها واقعة اليوم في الأردن ، على مقربة من البحر الميّت ، وانها كانت تسمى ب : (سدوم) ، وأنها هي المؤتفكات أي القرى المنقلبة.
ويقال ان إبراهيم (عليه السلام) الذي بعث لوطا إلى تلك القرى ليدعوهم إلى ربهم كان يسكن في مدينة (حبرون) قريبا من (سدوم) وقد شاهد آثار العذاب حين نزل عليها.
ويزعم البعض : ان بعض الآثار قد ظهرت في قاع البحر الميت ، مما يدل على أنه يغطي قرى قوم لوط ، ولا ريب أن تلك المناطق تشهد بذلك العذاب الرهيب ، الذي نزل بأولئك المجرمين ، بيد أن هذه الآثار كثيرة في أرضنا ، وان عبرها كافية للإنسان ليرتدع عن غيه ، بيد أن أكثر الناس في غفلة منها ، وإنما يتعظ بها الخائفون من عذاب الله.
(وَتَرَكْنا فِيها آيَةً)
علامة بيّنة بما وقع فيها ، قيل : أنّها آثارهم في القرية الخربة ، وقال البعض : إنّها الحجارة المسوّمة ، ويظهر من حديث مأثور عن النبي (صلّى الله عليه وآله) عن جبرئيل (عليه السلام) أنّ الآية بيت لوط حيث قال وهو يروى كيف دمّر بأمر الله تلك القرى
«وإنّي نوديت من تلقاء العرش لمّا طلع الفجر : يا جبرئيل! حقّ القول من الله ، تحتّم عذاب قوم لوط فاهبط إلى قرية قوم لوط وما حوت فاقلبها من تحت سبع أرضين ، ثمّ أعرج بها إلى السماء فأوقفها حتى يأتيك أمر الجبّار في قلبها ، ودع منها آية بيّنة من منزل لوط عبرة للسيّارة» (١).
__________________
(١) المصدر / ص ١٢٨