حقّا : إنّها آية بيّنة أن تدمّر كلّ تلك القرى شر تدمير ويبقى بينهما بيت واحد عبد الله فيه سالما. أولا يهدينا ذلك إلى أنّ الدمار لم يكن بسبب زلزال طبيعي ، بل عذابا مقدّرا لجرائم ارتكبوها؟
(لِلَّذِينَ يَخافُونَ الْعَذابَ الْأَلِيمَ)
أمّا الغافلون فهم لن ينتفعوا من مثل هذه الآية.
وهذه القصّة تذكّرنا بسنّة الجزاء ، وأنّ الله لم يخلقنا عبثا ، وأنّه سوف يحاسبنا ليجازينا إن خيرا فخير وإن شرّا فشر.
[٣٨] ومثل آخر يهدينا إلى حقيقة المسؤولية والجزاء أيضا نقرأه في قصّة فرعون التي بقيت هي الأخرى آية بيّنة للناس.
(وَفِي مُوسى إِذْ أَرْسَلْناهُ إِلى فِرْعَوْنَ بِسُلْطانٍ مُبِينٍ)
لقد أرسل الله موسى إلى طاغوت عصره فرعون ، وزوّده بسلطان مبين يتمثّل في كلمة الحق والعصا واليد البيضاء.
[٣٩] ولكن ماذا كان جواب فرعون؟
(فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ)
كذّب بموسى وسلطانه بكلّ وجوده وقواه سواء قوّة جسده أو قوّة جيشه.
(وَقالَ ساحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ)
لقد احتار كيف يفسّر حقيقة الرسالة إذا أنكرها ، فإذا كان صاحبه ساحرا