يجب الاستمرار في رعاية المؤمنين بالتذكرة لأنها تنفعهم.
وبعد هذا التمهيد الذي فيه تذكرة بآيات الله في الخليقة ، وتبصرة بدور الرسول في الإنذار والبلاغ فقط فيما يتصل بالكفار ، ودور التذكرة فيما يتعلق بالمؤمنين .. ذكّرنا الله بأهم غاية في الخلق وقال : «وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ» وحقيقة العبادة التسليم لله وتهيئة النفس لاستقبال نور معرفته ، وتطهيرها من دنس الشرك والفواحش الباطنة ، ثم العمل بكتابه.
وعبادة الله دليل رحمته ، وهكذا كان الخلق بهدف التفضل على المخلوقين ، ولا تصل أية فائدة من خلقه اليه ، فهو لا يريد منهم رزقا ولا طعاما ، بل هو الرزاق الذي يغمرهم بنعمه ، وهو ذو القوة الدائمة التي لا تزول فلا يحتاج الى نصرهم.
وفي الخاتمة يحذر ربنا الظالمين بأن نصيبهم من العذاب مضمون لهم ، فلا يستعجلوه ، كما يحذر الكفار من ويلات اليوم الموعود.
بينات من الآيات :
[٤٧] هل نظرت الى السماء في ليلة صافية .. هل حاولت مرّة إحصاء نجومها؟ لا ريب انك لو فعلت ذلك كللت ، لأنه كلما أدرت عينك رأيت نجمة غائرة في الفضاء اللامتناهي ، وإذا علمنا ان كل مجموعة نجوم تشكل مجرة واحدة؟ لا بد أن نذهل فعلا مما اكتشفه العلم من عدد نسبي لعدد المجرات التي تبلغ المليارات .. فهل يأتي يوم يستطيع الإنسان أن يحصي نجوم السماء علما بأن ضخامة نجمة واحدة منها قد تبلغ حدا لو ألقى كوكبنا الأرضي فيها لضاعت كما تضيع حبة الرمل في الصحراء.
أي قوة بنت هذه السماء؟!