إن ألغاز السموات لا تزال كثيرة ولعل الإنسان يحل المزيد منها كلما تقدم في صنع أدوات جديدة لتصوير أجرام السماء ، وتحليل الأشعة التي تصل منها ، وربما يعي الإنسان يومئذ أبعاد هذه الآية وأمثالها بصورة أفضل.
٤ / ويقول الأستاذ بيار روسو ، في كتابه المؤلف عام ١٩٦٣ (من الذرة إلى النجم) : إن المجرّات تقع في تسلسل النظام الفلكي فوق النجوم ، فالمجرة مجتمع يتألف من مئات ملايين ، أو مئات مليارات النجوم ، أو قل بالأصح : عددا لا يمكن أن يحصى حتى بأضخم وأدق الكمبيوترات من النجوم.
والمجرّة التي نحن جزء منها تحتوي على ما لا يقلّ عن مائتي مليار نجم ، يضاف إليها كتلة من المادة المبعثرة بين النجوم تتراوح بين ٣٠ خ و ٤٠ خ من الكتلة العامة.
ونكتفي هنا بالقول : إن عدد المجرات لا يحصى كما يبدو ذلك في الصور الفوتغرافية المأخوذة بواسطة المقاريب الكبرى.
ثم يتحدث عن تكوّن النجوم من الغيوم (أي المواد ما بين النجوم) : ووجود غيوم من المادة الكونية يحمل على الإعتقاد بأن النجوم خرجت من الغيوم عند تكثفها تصبح نجوما ، وليست هذه الظاهرة مجرد افتراض لأن الفلكيين عثروا في السماء على تحول من هذا النوع تم خلال سنوات معدودة.
أما الآن فما يجب أن نحفظه من هذه النظرة السريعة على العالم المجريّ أمران :
الأول : هو أن النجوم لم تكن موجودة منذ الأزل لكنها نشأت عن المادة الكونية في أوقات معينة.
الثاني : انها لم تتكون جميعها في آن واحد ، وأنها تتابع تكونها في أيامنا هذه ،