والحيوان والنبات ، بل وفي كل شيء مخلوق حتى الذرة المتناهية في الصغر تجد فيها الجانب المنفي (المتمثل في الالكترون) والجانب المثبت (المتمثل في البرتون).
وهذا التكامل عنوان الحاجة المشتركة بين المخلوقات والتي هي بدورها تهدينا الى بصيرتين :
الف / الحاجة بذاتها نعمة ، والتحسس بها وقود التحرك ، واشباعها لذة الوجود ، فلو افترضنا حياة بلا حاجة الى الطعام والشراب والراحة والجنس فهل كانت لدينا رغبة فيها. انها أخت الموت ، وكلما ازدادت ، واشتدت ، وتنوعت الحاجة كلما ازدادت وتنوعت واشتدت اللذة في قضائها .. أليس الشبع بعد الجوع ، والأمن بعد الخوف ، والنكاح عند الشبق أشد لذة وأعظم؟!
باء / التكامل وخصوصا بين الزوجين دليلنا الى ربنا ، لان كل شيء يحتاج الى غيره ، فلا يتصور فيه الاستقلال والالوهية لشهادة كل محتاج انه فقير محدود ومدبر ، وان له ربا غنيا ، واسعا مدبرا.
ثم ان تدبير التكامل ، وتأليف التزاوج ، وتنظيم شؤونهما دليل الى المدبر المنظم سبحانه.
وهو في الوقت ذاته شاهد على أن المدبر غير محتاج ، وانه غير محدود ، وانه لا ندّ له ولا نظير.
جاء في الحديث عن الامام الرضا (عليه السلام) : بتشعيره المشاعر عرف ألّا مشعر له ، وبتجهيره الجواهر عرف ألّا جوهر له ، وبمضادّته بين الأشياء عرف ألّا ضدّ له ، وبمقارنته بين الأشياء عرف ألّا قرين له ، ضادّ النور بالظلمة ، واليبس بالبلل ، والخشن باللين ، والصرد بالحرور ، مؤلفا بين متعادياتها ، مفرقا بين