يلقوا فيها يقال لهم : «ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ».
أو ليس هذا الجزاء الحق كان لإيقاظ الإنسان من سباته ، وإنقاذه من غمرات السهو؟ بلى. وفي الجانب الآخر أنظر إلى المتقين الذين آمنوا بالجزاء فتجنّبوا النار وما يجرّهم إليها في الدنيا. أين تراهم اليوم؟ إنّهم في جنّات وعيون ، وكما أحسنوا في الدنيا بالعطاء تراهم اليوم يأخذون عطاءهم من ربّهم. أيّ عمل عظيم قاموا به فبلغوا هذه الدرجات العلى؟ (كانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ) تبتّلا إلى الله ، وبالأسحار هم يستغفرون تطهّرا من الذنوب وتطلّعا إلى المغفرة والرضوان ، وقد وضعوا على أنفسهم في أموالهم حقّا مفروضا للسائل والمحروم غير الواجبات التي فرضت عليهم إحسانا وفضلا.
أفلا يكفي ذلك باعثا للصالحات ، داعيا إلى المكرمات. أفلا يكفينا ذلك باعثا للصالحات ، داعيا إلى المكرمات. أفلا يكفينا سهوا وغفلة وهزلا؟
وإذا نظرت إلى الأرض كيف مهّدت للحياة ، وإلى النفس كيف انطوت على عالم كبير اختصرت آيات الخليقة في كل خلية منها ، وإلى السماء كيف يتنزّل منها رزق الله وما وعده الداعين من فضله .. لعرفت أنّه الحق كما أنّك لا ترتاب في نطقك.
ويضرب القرآن مثلا من ضيف إبراهيم المكرمين : كيف بشّروه بغلام عليم لأنّه أطاع الله ، وحملوا العذاب إلى قوم لوط لأنّهم كذّبوه. أو ليس ذلك دليلا على أنّ وعد الله صادق ، وأنّ الدين لواقع ، وأنّ الرسالة حق لا يحتمل السهو واللهو والسخرية.
كما أنّ استجابة الدعاء لامرأة إبراهيم العجوز العقيم لشاهد صدق على تدبير