أنزل على جنباته ، لذلك يقسم الربّ مباشرة بالكتاب فيقول :
(وَكِتابٍ مَسْطُورٍ)
وهذا التلازم نجده في دعاء لفاطمة عن أبيها (صلوات الله عليهما وآلهما) فيه : «الحمد لله الذي خلق النور ، وأنزل النور على الطور في (كِتابٍ مَسْطُورٍ ، فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ) ، بقدر مقدور ، على نبيّ محبور» (١).
ولأنّ الكتاب بذاته لا يتم به النفع مهما بلغ من الكمال إذا كان معطّلا ومطويّا جاء القسم به حال كونه منشورا يرى ما فيه من الآيات.
(فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ)
والرق هو الجلد الرفيق اللامع ، يقال ترقرق الشيء إذا لمع ، وهو أفضل ما يكتب عليه من الجلد.
ثم يقسم الله بالبيت الذي يعمر بالعبادة كما يريدها أو بالبناء فيقول :
(وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ)
ومن أبرز تجلّيات هذه الآية بيت العصمة والنبوّة الذي قال عنه تعالى : «فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيها بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ* رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَإِقامِ الصَّلاةِ وَإِيتاءِ الزَّكاةِ يَخافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصارُ» (٢) والذي قال : «إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً» (٣) وهكذا بيوت العلم والعبادة ، وأبرزها الكعبة
__________________
(١) نور الثقلين / ج (٥) ص (١٣٦).
(٢) النور / (٣٦ ـ ٣٧).
(٣) الأحزاب / (٣٣).