أصل التمطّي تمدّد البدن من الكسل ، وهو من لوى مطاه أي ظهره. قالوا : إنّه إشارة إلى التبختر على نهج القرآن في ذكر الصفات بالتصوير الظاهر. ولعلّه أعمّ من ذلك حيث يدل على حالة اللامسؤولية والإشتغال باللهو واللعب عن الجد والاجتهاد.
ثم يتوعد الله من تكون صفاته التي مرّ ذكرها بالعذاب بعد العذاب فيقول :
(أَوْلى لَكَ فَأَوْلى * ثُمَّ أَوْلى لَكَ فَأَوْلى)
قال عبد العظيم بن عبد الله الحسني : سألت محمد بن علي الرضا (ع) عن قول الله عزّ وجلّ : «الآيتين» قال : «يقول الله عزّ وجلّ : بعدا لك من خير الدنيا ، وبعدا لك من خير الآخرة» (١).
وأصل الكلمة وعيد وتهديد ، ومعناه : أنّ المكروه يقترب منك وأنت صاحبه وجاءت الرواية : أنّ رسول الله (ص) أخذ بيد أبي جهل ثم قال له : «أَوْلى لَكَ فَأَوْلى ثُمَّ أَوْلى لَكَ فَأَوْلى» فقال أبو جهل : بأيّ شيء تهددني؟ لا تستطيع أنت ولا ربّك أن تفعلا بي شيئا ، وإنّي لأعزّ أهل الوادي ، فأنزل الله سبحانه كما قال له رسول الله ، وقال القرطبي : وقيل : معناه الويل لك.
[٣٦ ـ ٤٠] ويستنكر القرآن على الإنسان شذوذه عن الحق وكفره به؟
(أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً)
كلّ شيء في حياة الإنسان يهديه إلى إحاطة تدبير الله به ، وشمول رعايته
__________________
(١) نور الثقلين / ج ٥ ص ٤٦٦.